المعالم الكبرى للسيرة النبوية

المعالم الكبرى للسيرة النبوية
المعالم الكبرى للسيرة النبوية
 المعالم الكبرى للسيرة النبوية:


 

في ندوة الوفاء الثقافية :
الداعية الشيخ الدكتور عبد الوهاب بن ناصر الطريري  يحاضر عن المعالم الكبرى للسيرة النبوية
الرياض :محمد شلال الحناحنة

عقدت ندوة (الوفاء) الثقافية لعميدها الشيخ  أحمد باجنيد في الرياض لقاءها الأسبوعي بمحاضرة بعنوان : (المعالم الكبرى للسيرة النبوية) ألقاها الداعية الشيخ الدكتور عبد الوهاب بن ناصر الطريري رئيس تحرير مجلة (الإسلام اليوم) وذلك مساء الأربعاء الواقع في 6/1/1431هـ  وأدار اللقاء الأديب الدكتور عبد الله العريني الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ،وقد واكبها عدّة وسائل إعلامية مقروءة  ومسموعة ومرئية ،كما حضرها حشد من المهتمين والمثقفين وجمهور من رواد الندوة .
الإسوة الحسنة
بعد حمد الله وشكره ، والصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلّم ،اثني الدكتور عبد الوهاب الطريري على عميد ندوة الوفاء الشيخ أحمد باجنيد داعياً الله أن تظل هذه الندوة وفيّة للقيم المثلي،والأصالة والأخلاق السامية ،ثم قال :إن المشاعر لترقّ حين نتحدّث عن خير البشر ،وسيّد المرسلين ،أمّا المعالم الأساسية الكبرى في هذه السيرة النبوية العطرة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم فهي كما يأتي :السطوع والتألق في كل مناحي الحياة ،وقد كان قائداً في جميع مناحي الحياة : (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) وهذا السطوع والتألق هو الذي جعل احد المستشرقين يقول عن رسولنا صلى الله عليه وسلم : (ذاك نبّي يمشي تحت الشمس )، أي أن حياته واضحة جلية ،ووضوحه وحرصه على أمته وأصحابه دفعه أنْ يدعوهم بقوله : (بلغوا عني ولو آية) ونرى كتب السنة تروي برنامجه اليومي صلى الله عليه وسلّم ،وتطوي مراحل التاريخ والزمن ،فنعرف دقائق من حياته ،وينقل عنه الصحابه غطيطه في نومه ،وينقلون تبتله ،وتسبيحه،وصلاته ،وإغفاءاته ،كما ينقلون حبّه لأصحابه وأهل بيته ،وينقلون رضاه وغضبه لله ،ويصفون ملامح وجهه عليه الصلاة والسلام كما ينقلون فرحه وحزنه ،ويصورون لنا سيرته كاملة في حربه وسلمه وجهاده .
الشمول في سيرته صلى الله عليه وسلم

 

ثم تحدّث الداعية الدكتور عبد الوهاب الطريري عن الشمول في سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم فقال :لم تكن حياة الرسول عليه الصلاة والسلام رتيبة ،فقد كانت حافلة متنوعة مزدحمة ،فمر بالفقر والغنى ،والفرح والحزن ،والهجرة والاستقرار ،والحرب والسلم ،وشملت حياته أنماطاً متعددة ،سأله بداية أبو ذر الغفاري ، من معك يا رسول الله على هذا الأمر ؟!فقال :حر وعبد ،وسار في أخر حياته إلى مكة المكرمة في حجة الوداع ومعه مئة ألف من أصحابه وهم يحوطونه ،وكم جاع من مرة ،ليخرج في هجعة الليل لم يخرجه إلا الجوع ،وتمر على بيته ثلاثة أهله لا يوقد فيه نار ،ويأتي إليه المال يحثوه حثواً...فيوزعه على الفقراء والمساكين ،وفي معركة أحد شبح رأسه ،وكسرت ثنيته ،ورغم حزنه وألمه ومصابه يقول :اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ،ويدخل مكة صلى الله عليه وسلم وحوله عشرة آلاف من الفرسان من صحابته ،وهو في غاية النصر والموقف فيه طيش العواطف ،لكنه صلى الله عليه وسلم يطأطئ جبينه على راحلته ،ويحمد الله ويعظمه على هذه النعمة ،وعاش بهجة الأبوة وفرحتها ،ويقول ولد لي الليلة غلام سميته على اسم أبي الأنبياء (إبراهيم) وبعد سنة ونصف يموت ابنه إبراهيم ،ويدخل عليه والصبي تتقطع أنفاسه ينازع الموت
فيقول : إن العين لتدمع ،والقلب ليحزن ،وإنّا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا !لقد عاش صلى الله عليه وسلم نعمة العافية وشدة المرض ولقد عاش كذلك حياة المعلم والزوج والقائد والأب ،وهذا الشمول في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم هو من إعجاز النبوة .
التكامل في حياة النبي عليه الصلاة والسلام
ثم استعرض المحاضر التكامل في حياته صلى الله عليه وسلم فأشار أنك لا تجد منحى من مناحي الحياة وجوانبها إلا وقد أعطاه عليه الصلاة والسلام حقه ،فترى كأنه قد فرع لهذا الأمر دون غيره ،وتروي عائشة رضي الله عنها عن حياة النبي صلى الله عليه وسلم في بيته                                                                                            فتقول : كان بشراً من البشر ،إلا أنه كان ضحوكاً وبساماً ،وكان في مهنة أهله كان مرحاً وأنيساً ،يداعب ويلاعب زوجاته ،يمزح ،ولا يمزح إلا بحق ،يحب أهله ،وأهله يحبونه ،يسابق عائشة زوجته ،فتسبقه عائشة تارة ،ويسبقها تارة ،ومشاهد الألفة والأنس كثيرة ،أما في الدعوة فحياته مستنفرة كامل الاستنفار للدعوة ،يدخل النبي صلى الله عليه وسلم السوق ،وأصحابه يلتفون حوله ،ويمسك تيساً صغيراً أسك ميت من أذنه ثم ينادي في أصحابه من يأخذ هذا التيس بدرهم ؟                        فيقول أصحابه : يا رسول الله لقد هان على أهله حتى ألقوه فهو أسك وميت !فيرد عليهم للدنيا أهون على الله من هذا عليكم ،وفي مرض الموت يفاجئهم في صلاة الفجر يوم الاثنين ،ووجهه شاحب ،وهو يبتسم لأصحابه وكأن نوراً ينبعث من أساريره ،ثم يتعالى النهار ،وترتفع الشمس ،وإذا بأنفاسه تتصاعد إلى الله ،فجعل يدخل يده في ركوة فيها ماء ،ويقول :إن للموت سكرات اللهم أعني على سكرات الموت....ويوصي أصحابه : الصلاة ..الصلاة وما ملكت أيمانكم ...هذه دعوته الأخيرة لأمته ...وهذا المشهد يثبت أنه خلق صلى الله عليه وسلم لهذا !


سيرته الواقعية صلى الله عليه وسلم
ووقف الدكتور عبد الوهاب الطريري أمام الواقعية في سيرته صلى الله عليه وسلم فقال :يمكن أن نجعل من سيرته صلى الله عليه وسلم برنامج لحياتنا وهدينا نسير عليه ،ونمط حياته يناسب جميع الناس ،وإذا قرأت سيرته تشعر أنك تستطيع أن تعيش حياته ،وهذا إعجاز ما بعده إعجاز في حياته ،وتتميز حياته صلى الله عليه وسلم بأمرين :
1-وضوح حياته عليه الصلاة والسلام بحيث تستطيع أن تعيش حياته في تعاملك ،وفي عبادتك، وتجارتك وعملك، تعيشها أباً وأخاً  وزوجاً ،جندياً وقائداً، وداعياً ، وعالماً ، ومتعلماً
2-والأمر الثاني أنك ستحبه في حياته وواقعه ، وحبه دين ، لا يستقيم ديننا إلا بحبه صلى الله عليه وسلم ، والمرء مع من أحب يوم القيامة ، فنسأل الله أن نحشر معه ،وأن يكون شفيعنا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .

نافذة الحوار
وفي الختام جاء الحوار ساخناً ومثيراً ، ورد المحاضر على معظم الأسئلة ، فقال الدكتور محمود عمار :لقد قرن اسم الرسول صلى الله عليه وسلم باسم الله تعالى في أول ركن من أركان الإسلام ،وفي الآذان ، ولقد هيج الدكتور الطريري عواطفنا بصوته العذب وطريقته الجميلة المؤثرة ، وقد كتب عن نبينا صلى الله عليه وسلم الكثيرون وألفوا في سيرته منها : (محمد المثل الكامل ) وسأل الأستاذ عبد العزيز المهنا :هناك من ينقل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم بطريقة مشوهة .فما الطريقة الأمثل في الحديث عن السيرة ؟! أما الأستاذ فلاح الخضري فقال :علينا أن نعيد قراءة السيرة بطريقة جديدة صحيحة وليس كتابتها ،لأن بعض الناس يقرأ السيرة قراءة غير صحيحة .  وقال الدكتور الأديب عبد الله العريني :بعض الناس ينظر إلي السيرة من خلال أقوال المحدثين ،ثم تحدث الشيخ محمد بافضل فقال : لقد زكّى الله سبحانه وتعالى نبيه فقال : (وإنك لعلى خلق عظيم ) فعلينا أن نتبع رسولنا صلى الله عليه وسلم   في سيرته وخلقه لأنه قال : (أقربكم إلي أحاسنكم أخلاقاً) وقال تعالى(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) .
 


دوحة الشعر
بدأ الشعر الدكتور الشاعر عمر خلوف فشدا قصيدة عن هجرة الرسول صلى اله عليه وسلم فقال :
إنها هجرة الرسول فكيدي        ها ما استطعت يا قوى الطغيان 
إنها هجرة الرسول فهذي         طيبة النور تزدهي بالمعانـــــي
هو ذا أحمد يؤاخي قلوباً          فجر الله نبعـهــــا الإنسانــــــي

أما الشاعر الدكتور حيدر البدراني فقد تألق أيضاً في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم فقال :
لما أطل محمد زكت الربا           واخضر في البستان كل هشيم  
 
وختم الشعر اللواء محمد حسن العمري بقصيدة سلسة قطفها من ذكرياته المزهرة في قريته التي يعتز بها ،وبماضيها  وأمجادها .                                            
                  

التصنيفات

ذات صلة

أضف تعليق